ربما تظن أن تاريخ دراجة الـ”بي إم إكس” مرتبط باللعب بالفناء الخلفي أو الحديقة الأمامية، وظنّك هذا صحيح تمامًا. ولكن الأمر يتخطى ذلك. إليكم القصة وراء الدراجة الصغيرة التي نحبها جمعيًا.
تبدأ قصتنا الحقيقية في السبعينيات من القرن الماضي عندما تم تطوير هذه الدراجات لأول مرة، حيث بدأت مشوارها من رحم شعبية رياضة الموتوكروس التي كانت رائجة في الولايات المتحدة في ذلك الوقت – وكما تعلم فإن اسم “بي إم إكس” مستوحى من الموتوكروس، ويعني دراجة موتوكروس. تخيل هذا معي: عدت بالزمن إلى السبعينيات وتقف في لونج بيتش بكاليفورنيا، سترى أن الأطفال كانوا يحاولون تقليد أبطالهم المحليين في رياضة الموتوكروس، وهكذا خرجت “بي إم إكس” إلى النور.
رائع، ولكن ما هي دراجة ”بي إم إكس” على أي حال؟ الدراجات التي نعرفها الآن باسم “بي إم إكس” بدأت كنموذج لدراجة كان من السهل تعديلها وتخصيصها على ذوقك. كان بالإمكان تعديلها لتسير في أي مكان تريده - من الأسفلت وحتى المسارات الترابية، إلى حلبات “بي إم إكس” المصممة خصيصًا والتي ظهرت مع اكتساب الرياضة شعبية.
وبالطبع أن تعلم مقدار الشبه بين مضمار السباق الترابي لدراجات “بي إم إكس” ومضامير سباق رياضة موتوكروس. نفس الأتربة. نفس التلال. نفس القواعد. نفس الهوية الأساسية.
قبل ظهور "بي إم إكس"، لم تحاول الدراجات محاكاة نظيراتها الآلية بالسير على الطرق الوعرة. وكان استخدامها الأساسي يكمن في التنقل داخل المدن وعلى الطرق، وكان يتم نزيدها بعجلات ذات قطر كبير للغاية ومقاود طويلة لأن غرضها الوحيد كان توصيلك من مكان لآخر. كان الغرض من الدراجة هو السلاسة والاعتمادية، حتى قرر أحد الأشخاص إعادة تشكيلها.
أنظر إلى دراجة الـ"بي إم إكس"، سترى أنها دراجة قوية يمكن تحمل الصدمات وفي نفس الوقت خفيفة بما يكفي للقدرة على المناورة فوق أي شيء تقريبًا. والآن اجلس على مقعد دراجتك (إذا توقفت أصلًا إلا لالتقاط أنفاسك)، وإذا مددت قدميك فقد تتعدى أصابع قدميك العجلة الأمامية.
ولكن بالطبع، أهم ميزة في "بي إم إكس" هي القدرة الهائلة على تعديلها. ولكل نوع من التضاريس، كان هناك (ولا يزال) دراجة "بي إم إكس" مخصصة له. العجلات القياسية بمقاس 20 بوصة قادرة على تخطي أي شيء، ولكن إذا كنت عملاق يمكنك استخدام إصدار الـ24 بوصة.
وبذلك يكون بين أيدينا دراجة أصغر حجمًا، مع مقاود سهلة الدوران، وعجلات صغيرة قادرة على أخذ أي منعطف، وإطار أصغر يجعل الراكب دائمًا أكبر من الدراجة. وهكذا يمكنك قيادتها على الطرق الوعرة. تحتوي العجلات أيضًا على الأخاديد الموجودة في الموتوكروس والدراجات الترابية تضيف للدراجة التماسك وقوة الجر عندما تحتاجها، وهي ميزة لا يمكن للإطارات العارية القديمة منافستها. وبعد كل هذا، كان الأمر بيد السائقين، وارتفعت شعبية الرياضة إلى عنان السماء في الثمانينيات والتسعينيات.
تأتي الدرّاجة بأشكال عدة مثل Flatland وFreestyle و True BMXوالمخصصة للقفز فوق الطرق الترابية. تأتي جميع أنواع الطرز مزودة بعجلات سميكة أصبحت مرتبطة بـ"بي إم إكس" لامتصاص الصدمات عند الهبوط من إحدى القفزات.
زادت شعبية "بي إم إكس" حقًا عندما تحوّلت من مجرد رياضة تلعبها في الفناء الخلفي لمنزلك لتصبح لها بطولات وطنية، وبالطبع، دولية، وبمساعدة السائقين الذين ذهبوا بالرياضة إلى أبعد مما كنا نعتقد أنه ممكن.
ومن بين هؤلاء السائقين المميزين جيمي ليفان، والذي يمكنك مشاهدة الفيلم الوثائقي الطويل المذهل والحماسي الذي يتحدث من هنا، وبطل فيرت آند إكس جيمز، مات هوفمان. أما بالنسبة لأبطالنا المحليين، فهل يخفى القمر؟ بالطبع هناك بطلنا منصور الصفران، مستعرض مهاراتOP BMX ، الذي تشع منه الروعة والجاذبية بينما يستعرض مهاراته بسهولة.
على مر السنين أنعم الله علينا بعدد كبير من مشاهير هذه الرياضة، ولكن ما يجعل "بي إم إكس" مختلفة اختلافًا جذريًا عن غيرها هو أنه يمكن لأي شخص ركوبها والانطلاق، وتجربة الإثارة لأنفسهم.
ما زال تاريخ BMX يُسطّر حتى اليوم من قبل أشخاص مثلك ورياضيين يكرسون حياتهم لزيادة شعبية وتحسين هذه الرياضة.