تاريخ الجت سكي
© Dan Vojtech
Jet Skiing

تاريخ الجت سكي

نظرة على أصول المركبة المائيّة الشخصية الأكثر شعبية في عالمنا
بقلم ريد بُل الكويت
‎5‎ دقيقة للقراءةPublished on
قبل أن نبدأ علينا الاعتراف بأمر ما، وهو أنه لا يوجد شعور مماثل لشق الأمواج في المياه المفتوحة على جيت سكي. إذا حظيت بفرصة تجربة هذا الشعور، ستشعر أنه لم يخالجك شعور أجمل منه في حياتك كلها، شعور يتم بالسهولة والبساطة بطريقة غريبة.
في بداياتها كانت الجيت سكي مركبة مائية شخصية جديدة تبحث عن مكان لها وسط البحار ولكن سرعان ما تحوّلت إلى موضة شاطئية، بل ظاهرة، ثم إلى المعيار الذي يقاس عليه جميع المركبات المائية الشخصية، ومؤخرًا، أصبحت جزءًا أساسيًا من حلبة سباق احترافية. وكأنها دراجة نارية مسرعة في الماء، أصبحت أحد المركبات التي لا يستغنى عنها العديد من الرياضيين والذين يريدون قضاء عطلة نهاية أسبوع لا مثيل لها.
تنويه صغير قبل أن نتطرق إلى كيف بدأت الجيت سكي. اسم جيت سكي (Jet Ski) هو علامة تجارية لكاواساكي إذا كتُب باللغة الإنجليزية بحروف كبيرة، وأصبح الاسم الشائع (بدون حروف كبيرة) الذي نستخدمه جميعًا لهذا النوع من المركبات المائية. وبما أننا أزحنا هذه النقطة من طريقنا، دعونا نخوض في الموضوع الأساسي لمقالتنا.
لنبدأ بتوجيه الشكر لمخترع أمريكي على التخطيط (الفكرة! المصمم!) وشركة يابانية لطرح هذه الفكرة كمنتج في الأسواق.
أول مركبة مائية شخصية، التي يُطلق عليها أحيانًا اسم سكوتر مائي (الصياغة الأصلية)، كانت من بنات أفكار السيد/ كلايتون جاكوبسون الثاني، الذي طور مفهوم أقدم وأقل تطورًا من النماذج التي تم بناؤها في أوروبا خلال الخمسينيات من القرن الماضي. أول نموذج خرج به للنور كان بومباردييه سي-دو، وهو اسم نعرفه جميعًا تمام المعرفة. لم يتم إنتاجها بكميات كبيرة وبالتالي كان هناك حد لعدد الأشخاص الذين يمكنهم شراء واحدة منها، ولكن ما كانت هذه إلا مجرد البداية.
بعد بضع سنوات، توصلت كاواساكي إلى اتفاقية مع سي-دو لاستخدام تصميمات جاكوبسون، وأطلقوا أخيرًا أول موديل حاظ على شهرة تجارية في عام 1973، وهو كاواساي جي إس400 جست سكي. حققت الشركة نجاحًا مذهًلا حيث باعت أكثر من 200000 مركبة من هذا الموديل وحينها جن جنون الجيت سكي! كانت هذه بداية أحد أنواع الهوس، وأدى إلى انتشار الجيت سكي في المدن الساحلية ووجهات العطلات، مما جعلها مشهدًا مألوفًا على الأمواج منذ ذلك الحين.
كان من السهل المناورة بجيت سكي وسي-دو، وصيانتهما كانت بسيطة، وبصراحة، إذا صعدت على إحداهما لم تكن لترغب في النزول من عليها.
بعد النجاح الباهر الأولي لسي-دو التي أنتجها جاكوبسون كأول نموذج تجاري، وجيت سكي التي أنتجتها كاواساكي، قامت شركات كبرى أخرى بصنع مودلياتها الخاصة، وقد رأيناها جميعًا أو حتى امتلكنا أو قدنا إحداها على الشاطئ.
ابتكرت ياماها ويف-رنر 500، ونزلت أول موديلاتها المياه عام 1986. ربما تتساءل الآن في ذهول، هل مر أكثر من عقد بين هذا الموديل والموديلين الأصلين؟ والإجابة هي نعم، لقد مر أكثر من عقد بالفعل.
هوندا أيضًا لم ترد تفويت حصتها من هذه الكعكة ودخلت بموديلها أكوا تراكس، وكلها كانت موديلات رائعة ومناسبة لاختراق الأمواج المفتوحة. ورغم أن الساحة أكبر، نبحث دائمًا عن الشيء نفسه، وهو المناورات السلسة والقوية والسريعة التي تتميز بها المركبات المائية الشخصية التي نعشقها.
مثل الدراجات الترابية، يجمع موديلات الجيت سكي أيضًا الكثير من الأشياء المشتركة، وتبدو متشابهة جدًا في تصميمها العام. ولكن التي تتميز في تصميمها عن غيرها هي الجيت سكي الواقف. ف السبعينيات أيضًا، اخترعت كاواساكي هذا الموديل الذي أصبح مرتبطًا بالمتسابقين المحترفين وعشّاق هذه الرياضة. ورغم أن ذلك أصبح أقل واقعًا عن ذي قبل، إلا أننا ما زلنا نرى أن هذا الموديل أصعب في التحكم والقيادة لأن عدم احتوائه على مقعد يعني اضطرارك إلى استخدام ساقيك والحفاظ على توازنك، خاصة عند الهبوط بعد القفز على إحدى الموجات.
لا رياضة بدون رياضيين. ولدينا في بلدنا الحبيبة متسابقنا المحترف المميز، محمد بوربيّع، الذي فرض سيطرته على مشهد رياضة الجيت سكي الاحترافية، وفي رصيده 150 جائزة والرقم القياسي لعدد الانتصارات لدى الرجال، في البطولة العالمية للاتحاد الدولي للدراجات المائية IJSBA.
محمد بزربيّع أمام جوائزه العديدة

محمد بزربيّع أمام جوائزه العديدة

© Dan Vojtech

في أواخر التسعينيات، بدأت السباقات الاحترافية في تحقيق نجاح حقيقي، واليوم التنبؤات لمستقبل هذه الرياضة إيجابية للغاية، ونعتقد أن كل هذا ما هو إلى البداية من حيث حلبة السباق الاحترافية. هذه التقنية تعتبر جديدة مع إمكانية كبيرة للتطوّر، والأفضل لم يأت بعد.
ننتظر المزيد من الأحداث التي تتضمن سباقات الجيت سكي وغيرها من الأحداث ذات الصلة، مثل Red Bull Bar Bahr ، وسباقات البطولة العالمية للاتحاد الدولي للدراجات المائية IJSBA.
وحتّذاك الحين، نراكم لاحقًا في المياه.