ترنت ألكساندر-أرنولد: هكذا أتدرّب!
© Greg Coleman / Red Bull Content Pool
Soccer

ترنت ألكساندر-أرنولد: هكذا أتدرّب!

يشرح نجم فريق ليفربول الإنكليزي كيف يقدّم أفضل ما لديه خلال التدريب، داخل الملعب وخارجه، من إتقان الضربات الحرّة إلى الإبداع في الأدوار التي يوكلها إليه مدربه يورغن كلوب.
بقلم جو إليسون
‎8‎ دقيقة للقراءةPublished on
ليس ترنت ألكساندر-أرنولد بلاعب كرة القدم العادي في الدوري الإنكليزي الممتاز. وبفضل مجموعة من المهارات الطبيعية والإرادة الصلبة والرؤية الثاقبة، يواصل ترنت إعطاء مفاهيم جديدة لدور الظهير العصري على أرض الملعب، تزامناً مع صناعة التاريخ.
خلال المسار الرائع الذي أوصل ليفربول إلى إحراز لقب موسم 2019/20، حطّم ترنت الرقم القياسي في الدوري الممتاز لأكبر عدد تمريرات حاسمة لمدافع في موسم واحد (13 تمريرة)، في إنجاز تفوّق فيه على ذاته بعدما حطّم رقمه الخاص الذي كان سجّله في الموسم السابق.
وبعد ذلك، اكتسب عدداً مهماً من الميداليات، بما فيها تلك الخاصة بدوري الأبطال الأوروبي، الدوري الإنكليزي الممتاز، بترشيح للفوز بالكرة الذهبية، والجائزة السنوية لأفضل لاعب شاب من جمعية لاعبي كرة القدم المحترفين. وما يجعل الأمر أكثر روعةً، أن ابن الـ24 عاماً تمكّن من فعل كل ذلك مع نادي صباه.
ولكن كيف لفتى محليّ كان في صغره معجباً بستيفن جيرارد أن يكبر ليصبح نجماً مميزاً؟ ما هي العقليّة التي يتطلبها الصعود من الفرق الناشئة وبلوغ القمة؟ والأهم، أي جهد يتطلبه ذلك؟
في ما يلي، يكشف ترنت ما الذي يدور في الكواليس...
يمضي ترنت أكثر من خمس ساعات يومياً في مركز التدريب

يمضي ترنت أكثر من خمس ساعات يومياً في مركز التدريب

© Greg Coleman / Red Bull Content Pool

كم مرة تتمرّن، وكيف يكون يوم التدريب العادي بالنسبة إليك؟

نخوض التمارين قبل كل مباراة. لذا إن كنا سنلعب عند الساعة 4:30 بعد الظهر في اليوم التالي، نتمرّن عند الساعة 4:30 بعد الظهر، ما يعني أننا نصل إلى مركز التدريب عند الساعة 2:30 بعد الظهر، ونغادر في الساعة 7:00 مساءً. نمضي في العادة خمس ساعات ونصف الساعة في مركز التدريب. تزداد وتيرة التمرين بشكل تدريجي خلال الأسبوع، إنما عشية المباراة، يكون التدريب تكتيكياً، وإحصائياً تقريباً، إذ نتلقى المعلومات عموماً عوضاً عن القيام بأي تمارين مرهقة. حتى أني قد أقصد مركز العلاج الفيزيائي لتلقي تدليك قبل التدريب، خصوصاً إن كان أسبوعي مرهقاً. إن كنت ستخوض مبارتَين أو ثلاث في الأسبوع، فالوقت يقتصر على اللعب أو التعافي استعداداً للمباراة التالية.

هل لديك مدرب يُعد برنامجاً للتمرين خاصاً بك؟

بيب ليندرز (مساعد المدرب) يعد حصص التمرين ويشرح لنا ما يجب علينا أن نقوم به، ولكن المدرب يشرف على التمارين. وهو حاضر دائماً، يراقبنا، ويقول ما يجب عليه قوله. طريقة تدريبه ترتكز على العامل الذهني، وهو يقول ما يجب عليه قوله فقط لتكون في أفضل حال. والأمر مختلف بالنسبة لكل لاعب. قد لا يقول لك الكثير، ولكن عندما يقول شيئاً ما يجب عليك أن تصغي جيداً، وأنت ستدرك أن ما يقوله صريح وهو شيء عليك أن تتعلمه منه.

هل تقوم بالتحمية قبل الدخول إلى أرض الملعب؟

أمضي نحو 40 دقيقة في النادي الرياضي قبل الدخول إلى الملعب. ولكن لا أقوم بتمارين تتطلب رفع الأوزان، بل أخرى خاصة بالتحمية والإطالة وجعل الجسم مستعداً، والتأكد من أنني بحالة جيدة وأن كاحليَّ ومفاصلي تتمتّع بالليونة اللازمة قبل أن أنتعل الحذاء الرياضي وأخرج للتدريب لساعة ونصف الساعة. أمارس اليوغا كذلك والكثير من تمارين الإطالة والتمدّد في المنزل. الأمر بمثابة وظيفة على مدار الساعة هذه الأيام، لذا إن كان في وسعك أن تنام جيداً وتستعيد عافيتك بشكل جيد، فثمة الكثير من التمارين الإضافية التي يمكنك القيام بها في مركز التدريب.

ماذا عن أيام الراحة؟ كم يوم استراحة تحتاج؟

يستريح ترنت يوماً واحداً في الأسبوع لإتاحة وقت للتعافي

يستريح ترنت يوماً واحداً في الأسبوع لإتاحة وقت للتعافي

© Greg Coleman / Red Bull Content Pool

الأجواء التنافسيّة جعلتني أقدّم أفضل ما لديّ، لذا يجب عليّ أن أتمرّن بهذا الشكل. إن لم تكن الأجواء تنافسيّة، يكون من الصعب عليّ أن أحفّز نفسي.
لدينا عموماً يوم راحة واحد في الأسبوع، ولكني أظن أن ثلاثة أيام كل شهر كافية. كلما خضنا مباريات، كلما كان الأمر أفضل بالنسبة لي - أنا استمتع بالمباريات. قد تزداد الأمور حدة وتصبح أكثر تطلباً، لكنها الطريقة الأفضل بالنسبة لي. لدينا كذلك آلات للمشي تحت المياه، وحوض للسباحة، وجاكوزي ساخن وبارد، وحمام جليدي، وهي أمور تساعد على التعافي. بعض اللاعبين يحتاجون عشر دقائق في حمام جليدي، وآخرون لا يتطلب الأمر منهم ربما سوى ثلاث دقائق، أو حتى دقيقة واحدة في الجاكوزي البارد وأخرى في الساخن، مع تكرار هذا الأمر خمس مرات. التجربة أساسية على هذا الصعيد.

هل من تمارين محددة تقوم بها بانتظام وتنصح اللاعبين الصاعدين في مركزك بها؟

لاعب ضد لاعب. إبحث عن اللاعب في فريقك الذي يشكل أكبر تحدٍ بالنسبة لك، وأطلب منه أن يركض في اتجاهك. أنا لديّ ساديو مانيه. أي واحد من لاعبي الهجوم الثلاثة لدينا (مانيه، مو صلاح، روبرتو فيرمينو) سيكون من الصعب مواجهته. وبحلول نهاية الأسبوع (موعد المبارايات)، أكون مدركاً تماماً أن أياً كان من سأواجهه، فهو لن يكون على الأرجح بهذا المستوى. أنت تحظى بدفع معنوي من خلال ذلك أيضاً. أحب كذلك أن أتمرّن على التمرير والعبور، لذا عليك أن تجد أحداً يريد أن يقوم بالأمر نفسه معك.
على أرض الملعب: حصة ترنت التمرينية قد تدوم تسعين دقيقة

على أرض الملعب: حصة ترنت التمرينية قد تدوم تسعين دقيقة

© Greg Coleman / Red Bull Content Pool

أي نصائح تسديها لكل من يريد أن يستفيد من أوقات التدريب إلى أبعد حد؟

أهم ما في الأمر، عليك أن تجد أساليب وروتينات تناسبك. تدرّب على عدد الخطوات الواجب عليك أن تخطوها قبل تسديد ضربة حرة، وأي زاوية عليك اتخذاها، وأي وضيعة وموقع يجب أن تكون فيهما. عليك أن تكون ثابتاً في أدائك، كل ذلك يحتاج إلى الثبات والالتزام، إذ لا يمكنك أن تخطوَ خطوتَين قبل تسديد ضربة حرة، ومن ثم أن تخطو أربع خطوات في وقت لاحق، وأن تتوقع أن تضع الكرة في المكان نفسه.
كل شيء يجب أن يكون نفسه، وبمجرد أن تحدد ما يناسبك، يمكنك بعد ذلك أن تبدأ بتحريك الكرة، وبالتلاعب بها وصولاً إلى إنجاز ما تصبو إليه. ومن المهم في النهاية أن أشير إلى أن تسديد عشر ضربات حرة كل يوم، يشكل بداية جيّدة.

ما هي الذكريات التي تحفظها من تمرينك الأول مع الفريق الأول؟

كانت خطوة كبرى بالنسبة لي، وليست بالخطوة السهلة. ما من أحد سيجعل الأمور سهلة بالنسبة إليك ويجعلك تشعر بالراحة. إن لم تكن على قدر المستوى، فسيأتي من يقول لك ذلك، لذا عليك أن تكون واثقاً من أن الأمور تحت السيطرة. الأمر كما لو أنك تسمع شيئاً من هذا القبيل: "إن تمرّنت بهذا المستوى، فيجب عليك أن تكون بهذا المستوى. لا يمكنك أن تؤخّرنا؛ سنرفع من شأنك شئت أم أبيت."

ما هو أسوأ أنواع التدريبات؟

لست كثيراً من هواة تدريبات ما قبل الموسم. أفضل لعب كرة القدم، وأنا لست رائعاً بالركض من دون الكرة! في كل يوم، يحرص لاعبون مميزون مثل فرجيل (فان دايك)، هندو (جوردان هندرسون)، ميليه (جيمس ميلنر)، وروبّو (أندي روبرتسون)، على أن تكون حدة التمرين مناسبة. لا أظن أن هنالك لاعباً أكثر لياقة في التمرين من ميلنر، وهو الذي يفوز دائماً في اختبار معسكر التدريب ما قبل الموسم.

كيف تحافظ على عزيمتك؟

كل ما أنا عليه اليوم هو بفضل المنافسة، وهي ما أحتاجه خلال التدريب. إن لم تكون الأجواء تنافسية، وليس هنالك من يشد عزيمتك، ويسجّل النتائج، سيكون من الصعب أن أحفّز نفسي. التحفيز يكمن في المنافسة، والرغبة في عدم الخسارة، وإرادة الفوز على الدوام. مهما فعلنا، حتى لو لم يكن الشخص الآخر مدركاً، تبقى المنافسة حاضرة في ذهني في كل الأوقات!