فورمولا ١
تكشف حلقة بودكاست "بيوند ذي أورديناري" (خارج عن المألوف) الخاصة بماكس فيرستابن، كيف اعتلى السائق الهولندي سلّم الشهرة وصولاً إلى قمة الفورمولا واحد.
لا شك أن ماكس فيرستابن يشكل ظاهرة حقيقية ونجماً فريداً في عالم الفورمولا 1. ولكن كيف وصل الشاب الهولندي هذا إلى قمة هذه الرياضة؟
أفضل طريقة لفهم مسيرة سائق شاب موهوب تحوّل إلى نجم في الفورمولا 1، هي من خلال أولئك الذي يعرفونه خير معرفة: عائلته، زملاؤه في الفريق، ومدرّبوه. هؤلاء إضافة إلى خبراء في الفورمولا 1 من بينهم ديفيد كولتهارد وجيس ماك فاديين، يقدّمون تحاليل متخصصة وروايات شخصية تتعلق بحياة ماكس فيرستابن، في حلقة "بيوند ذي أورديناري: هكذا تصبح ماكس فيرستابن"، والتي تستكشف الدرب التي أوصلت السائق إلى ما هو عليه اليوم، وتتحرّى عن مساره المحتمل بعد ذلك.
تكشف المدوّنة الصوتية بعض الحقائق المفاجئة والتي لا يعرفها كثر عن بطل العالم. في ما يلي سنكشف عدداً من أبرز الحقائق المثيرة للاهتمام:
1. وضعه والده في سيارة كارتينج وهو في الرابعة من عمره
يقول والد ماكس وسائق الفورمولا 1 يوس فيرستابن إنه وضع ابنه في أجواء عالم المحركات منذ كان طفلاً صغيراً يخطو خطواته الصغيرة الأولى: "كان ماكس يبلغ أربعة أعوام ونصف العام عندما وضعته في سيارة كارتينج للمرة الأولى. لم يكن الأمر مقلقاً، إذ عندما كان في الثانية من عمره كان يقود دراجة رباعية، لذا لم تكن السرعة جديدة عليه، وكذلك القدرة على التحكم بالمقود. كان سبق له أن قام بالكثير من الأمور قبل أن أضعه في سيارة كارتينج." وعندما بلغ السابعة من عمره، بدأ ماكس يخوض المنافسات والسباقات ويحصد الألقاب.
2. وحرص في الوقت عينه على إظهار الجانب القاسي لحبّه.
إضافة إلى اكتسابه مهارات القيادة بالوراثة، كان تأثر ماكس بوالده واضحاً منذ صغره. وهما قطعا سوياً مسافة ثمانين إلى مئة ألف كيلوماتر سنوياً على مدى عشر سنوات، وكان فيرستابن الأب كما الابن يأخذان كل نتيجة على محمل الجد. ويقول ماكس: "في أحد سباقات بطولة العالم في العام 2012، تعرضت لحادث وخسرت البطولة. كنت مستاءً جداً، ولكن والدي كان أكثر استياءً وخيبة. كان عليّ أن أرفع سيارة الكارتينج من جانب المسار، وقال لي والدي إن علي أن أفعل ذلك بنفسي. أردت أن أتحدث معه عما حصل، لكنه لم يكن يرغب في الحديث إليّ. بقيت أحاول، وفي لحظة ما، في محطة للوقود، قال: "أخرج من هنا، لم أعد أرغب في الحديث إليك"".
لحسن الحظ، بات الوالد وابنه يضحكان اليوم عندما يتذكران تلك الحادثة. ويقول يوس ضاحكاً: "كنت أعرف أن والدته كانت خلفه ببضعة كيلومترات، ولم أكن فعلياً أتركه وحده هناك."
كنت أستعد للتجارب الرسمية وأراجع الأرقام، فيما كان ماكس يلعب "فيفا" أو "كول أوف ديوتي". أنا معجب بشخصيته، وكم أتمنى لو أستطيع أن أكون مسترخياً مثله.
3. حاول ماكس رشوة مدرب القيادة
من اللافت أن السائق الهولندي لم يكن يمتلك رخصة قيادة بعد عندما بدأ خوض سباقات الفورمولا 1، إذ لم يكن يبلغ سوى 17 عاماً. ويقول ماكس: "كان مدرب القيادة صارماً للغاية، وهو أمر جيد، وأنا كنت جاهزاً، وفي حوزتي قبعات وقمصان فورمولا 1 في حال كنت أحتاج إلى رشوة أحد ما، لكنه رفض أن يأخذها." وقد أدى ذلك إلى إدخال قانون جديد إلى الفورمولا 1 عرف بقانون "فيرستابن"، ويقضي بأن يبلغ السائقون 18 عاماً على الأقل كي يتمكنوا من خوض السباقات."
4. لا يضع حزام الأمان بإحكام
يعرف ماكس بكونه يحب أن يكون مرتاحاً ومسترخياً بطبعه، أكان ذلك على المسار أو خارجه. ويؤكد المعلّق التلفزيوني الفائز في 13 سباقاً في الفورمولا 1 ديفيد كولتهارد هذا الأمر بالقول: "ذكر لي ماكس في إحدى المرات إنه لا يضع حزام الأمان بشكل محكم بالضرورة. هو واثق من نفسه ويحب أن يكون مرتاحاً في السيارة، وهذا أمر لافت، إذ أنا شخصياً كنت أحب أن أكون ملتحماً بالسيارة."
5. ماكس يحيّر زملاءه بطريقة تحضيره لخوض السباقات
زميل ماكس السابق في فريق "ريد بُل ريسينغ" ألكس ألبون يلفت إلى أن ماكس يتمتع بثقة كبيرة بالنفس، ولكنه ليس مغروراً. ويقول: "ثمة أوقات كنت أستعد خلالها للتجارب الرسمية وأراجع الأرقام، فيما كان ماكس يلعب "فيفا" أو "كول أوف ديوتي". أنا معجب بشخصيته، وكم أتمنى لو أستطيع أن أكون مسترخياً مثله."
6. لدى فوزه في أول سباق فورمولا 1، تسبب لوالده بنزيف في الأنف
يتذكر ماكس اللحظة التي دخل فيها التاريخ عندما فاز بأول سباق فورمولا 1 له، في إسبانيا، وهو في الثامنة عشرة من عمره فقط. ويقول: "كنت بدأت أشعر بالتشنّج في عضلاتي قبل خمس لفات من نهاية السباق، مع ارتفاع وتيرة الحماسة ومستوى التركيز". ويضيف مستعيداً اللحظات الأخيرة في السيارة: "كان الأمر جنونياً، والضغط كان كبيراً جداً، حتى أن والدي بدأ ينزف من أنفه. لا أستطيع حتى أن أتصوّر كيف كانت الأجواء عندما تقف في غرفة السائق وتتابع اللفة الأخيرة حتى نهايتها."
7. جمهوره الهولندي شديد الولاء له
محترف ركوب دراجات "بي إم إكس" الهولندي تفان فان غيندت من كبار المعجبين بفيرستابن، وهو يكشف أن بلاده بأكملها تشاركه الشعور نفسه. ويقول: "إن ذهبت إلى محطة وقود في إحدى البلدات سترى بالتأكيد شيئاً ما يذكّرك بماكس، وهو الأمر نفسه في كل مكان في هولندا. وإن كنت تشاهد التلفاز وثمة إعلان ما، سترى وجه ماكس في 70 في المئة من المرات. أظن أن 95 في المئة من الناس في هولندا يعرفون من هو ماكس."
ويضيف ماك فاديين أن الجمهور الهولندي ينتظر منذ مدة طويلة سائقاً يشجعه. ويقول: "هم يقصدون أماكن استضافة السباقات بعربات فيها جاكوزي وأسرّة مزدوجة. هم يحتفلون ويستمتعون بأوقاتهم، ولدى وصول ماكس، يكون لجيوش الجماهير الهولندية بطل لتشجيعه ودعمه."
ويلفت فان غيندت: "إنها الطريقة الهولندية للتشجيع، والأمر أشبه بالذهاب جميعاً لمشاهدة كرة القدم أو ماكس فيرستابن، وهما حدثان من المستوى عينه."
8. لا شيء يشتّت انتباهه عندما يكون في حالة تركيز
يقول ألبون إنه معجب بماكس لناحية تمكنه عن عزل نفسه عن المؤثرات الخارجية التي تزعج معظم السائقين خلال السباقات. وهو يشرح: "على سبيل المثال، الرياح أو عدم ثبات السيارة لدى قيادتها... يبدو كما لو أن دماغ ماكس قادر على عزل هذه المؤثرات لدى خوض السباقات."
ويوافق كولتهارد تماماً على ذلك، ويقول: "عندما نسمع ماكس وهو يضحك ويمازح عبر الراديو (خلال السباقات)، فإن هذا الأمر يحيّر بعض الناس. فعندما تسير بسرعة 200 ميل/س، يجب على دماغك أن يركز على سلسلة من القرارات الواجب اتخاذها. إن كنت على حلبة تتضمن 15 منعطفاً، عليك أن تتخذ 15 قراراً خلال دقيقة ونصف الدقيقة. واللحظات القليلة الفاصلة بين تلك القرارات هي الوقت المتاح للاسترخاء والاستمتاع بالمشاهد حولك. وفي هذه اللحظات يستعرض ماكس مجريات الأحداث، وما يقوم به وما يريد أن يقول للمهندسين."
9. جعل لويس هاميلتون يرفع أداءه إلى مستوى جديد
في الموسم الأول الذي شهد منافسة متوازنة بين الرجلين، كانت المعركة محتدمة بين ماكس فيرستابن ولويس هاميلتون بشكل طال انتظاره لسنوات. وفيما كان الهولندي يتحسّن من سباق إلى آخر، كان البريطاني يرفع أداءه بوضوح إلى مستوى التحدي. ويقول ألبون: "كان للويس منافس حقيقي على اللقب، وهما ما لم يعهده منذ مدة، وكنت تراه يخوض التمارين في جهاز المحاكاة كما لم يفعل من قبل. وكان على لويس أن يبذل مجهوداً أكبر." وأضاف: "ثمة احترام كبير بينهما، وكان ماكس مرتاحاً للوضع برمته."
10. ما من شيء يعجز ماكس عن تحقيقه
معظم الخبراء يتفقون على نقطة محددة: مستقبل ماكس باهر، وهو بدأ يحصد الأمجاد بفوزه بلقبين في بطولة العالم للفورمولا 1 عامَي 2021 و2022. ويقول ماك فاديين: "سيتذكر الجميع ماكس على أنه واحد من أفضل سائقي الفورمولا 1 في سنّه." ويضيف: "يا له من موهبة سحرية."