ماكس فيرستابن: السائق العنيد الذي وجد فرحة تتخطى حدود النصر
ماكس فيرستابن، بطل الفورمولا 1 أربع مرات، ليس سيّد السرعة فحسب، بل هو أيضاً سيد التوازن. وهو يكشف لنا في هذا المقال كيف يحافظ على تركيزه وهدوئه وسط الفوضى، ويكتشف السعادة داخل حلبة السباق وخارجها.
يتربّع ماكس فيرستابن على القمة. هو بلا منازع أكثر السائقين تحقيقًا للإنجازات في تاريخ الفورمولا 1 عن عمر 27 عامًا، ويشكّل موهبة استثنائية لا مثيل لها في جيله، مع أربع بطولات عالمية في رصيده، في وقت يخوض موسم 2025 لتحقيق التتويج الخامس على التوالي ومعادلة الرقم القياسي. لم يحقق هذا الإنجاز سوى الأسطورة مايكل شوماخر، وهو كان في الخامسة والثلاثين من عمره حين فعل ذلك.
أما فيرستابن، فيعتبر في المصطلحات الرياضية في ذروة عطائه. وعلى الرغم من نجاحه الهائل في الحلبة، إلا أنه يبقى متواضعًا ومركّزًا على ما يهم حقاً في الحياة، كما يكشف في مقابلة حصرية مع علامة ريد بُل التجارية للأزياء الراقية "ألفا تاوري"، والتي أصبح أخيرًا سفيرًا عالميًا لها.
01
ماكس فيرستابن: 10 سنوات و63 فوزًا وتجربة ملهمة عن السعادة الحقيقية
بعد مرور عقد من الزمن على انطلاق رحلته في عالم الفورمولا 1، لا يُعتبر فيرستابن أحد أعظم المواهب في هذه الرياضة فحسب، بل هو أيضًا سائق شاب نضَجَ ليصبح شخصية ملهمة. اشتهر ماكس بعزيمته القوية وسباقاته الجريئة، وتعلّم كيف يوازن بين النجاح والفهم العميق للحياة. وهو يقول: "عملت طوال حياتي لأكون ناجحًا في السباقات، وعلى الرغم من أن ذلك مهم جداً بالنسبة لي، إلا أنه في نهاية المطاف لا يحدد السعادة الحقيقية". ويضيف: "السعادة الحقيقية تأتي من أصدقائك وعائلتك وأحبائك".
شارك فيرستابن في سباقات الفورمولا 1 على مدى عشر سنوات، وحقق 63 فوزًا واعتلى منصة التتويج 112 مرة. وبعد هيمنته على السباقات في عامَي 2022 و2023، كانت مهمّة الدفاع عن اللقب أصعب في 2024: "لم نكن دائمًا نمتلك السيارة الأسرع سيارة"، على ما يشرح، "لذا كان علينا أن نتكاتف كفريق ونحاول ألا نرتكب الكثير من الأخطاء".
حقّق تسعة انتصارات على مدار الموسم، وغالباً ما كان يتفوّق في ذلك على قدرات السيارة. ثم أتت عروض تاريخية أخرى مثل فوزه المذهل في سباق الجائزة الكبرى البرازيلي في نوفمبر الماضي، الذي تجاوز فيه حدود الرياضة ليجذب إليه أنظار العالم أجمع.
أما على مضمار السباق، فقد أصبح اليوم من كبار السائقين، وخلفه يصطف جيل جديد من المتنافسين. وهو بات كذلك قدوة للملايين، ما يحمّله مسؤولية كبرى يتقبّلها برحابة صدر وهدوء.
نشأ فيرستابن مع والده في عالم الفورمولا 1 وفي موناكو، ملاذ رياضة المحركات في الريفييرا الفرنسية، وهو المكان الذي يعود إليه للاسترخاء وإعادة شحن طاقته، استعدادًا للانطلاق مجددًا عندما تبدأ التجارب في نهاية فبراير. فموسم الفورمولا 1 يعني السفر لخوض 24 سباقاً في 21 بلداً، وبالإضافة إلى مهامه الكثير على الحلبة، ثمة ظهور إعلامي وارتباطات رسمية لا بد منها. ويوضح فيرستابن أن "الموسم متطلب للغاية، وقد أضافوا المزيد من المواقع والسباقات على مر السنين، لذا من المهم جداً أن تجد مساحةً خاصة بك، وتحاول أن تستريح وتمضي بعض الوقت مع عائلتك وأصدقائك."
لديه البيئة المثالية في مونتي كارلو حيث يمكنه العودة إلى حياته الخاصة. وهو يقول:"الحرية بالنسبة لي هي مجرد الوجود في البيت وعدم الانشغال بما هو التالي في جدول أعمالي، وموناكو هي بمثابة منزلي حيث يمكنني الاسترخاء والقيام بما أريد."
الحرية بالنسبة لي هي مجرد الوجود في المنزل وعدم الانشغال بما هو التالي في جدول أعمالي.
على الرغم من مظهره الهادئ، فإن تركيز فيرستابن شديد للغاية، وهو ملتزم ببذل الجهد اللازم لموسم استثنائي آخر. وإدراكاً منه أن ذروة الأداء تبدأ بالرعاية الذاتية، يعطي ماكس الأولوية لنظام لياقته البدنية بالقدر نفسه من الأهمية التي يظهرها إلى حلبة السباق.
وتتطلب الفورمولا 1 مستويات عالية من اللياقة البدنية، مما يعني أن فيرستابن سيتدرّب مرتين في اليوم، ستة أيام في الأسبوع، في فترة ما قبل الموسم، ويؤدي مزيجًا من تمارين التحمّل والقوّة العالية الكثافة.
في معظم الأيام، سيذهب فيرستابن للجري لمدة 60 دقيقة على طول الساحل، أو إذا كان لديه الوقت الكافي، لركوب الدراجات لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات في أعالي جبال الألب البحرية التي تعلو الإمارة.
أما الأمسيات في موناكو، فتعكس صورة مغايرة من الهدوء والصداقة. يكشف فيرستابن عن استمتاعه بتناول العشاء مع الأصدقاء، وكثير منهم من منافسيه السابقين والحاليين في سباقات الفورمولا 1، ويمتد ذلك لساعات طويلة في المساء، بعيدًا عن عدسات وسائل الإعلام المتطفلة.
يقول فيرستابن: "أنا أستمتع كثيرًا بالطعام الإيطالي، لكن ذلك يعتمد على مزاجي. وأحب كذلك المأكولات اليابانية: لحم الواغيو البقري لذيذ جداً." ويتخطى إعجابه بالمطبخ الياباني النكهات إلى التجربة نفسها: "أعشق الطرق المختلفة التي يتبعها اليابانيون في إعداد الطعام، كما هو الحال في مطاعم التيبانياكي حيث يُطهى مختلف أنواع اللحوم على النار... إنها تجربة رائعة حقاً."
في الواقع، لو لم يكن ماكس يعيش في موناكو، لربما كانت طوكيو وجهته المفضلة: "إذا كنا نتحدث عن مكان يستحق الزيارة، فسأختار اليابان بالتأكيد. طوكيو مدينة ضخمة مليئة بالأماكن الرائعة وسأحرص على استكشاف البلد بكامله."
بعد تمضية شهر يناير الهادئ بعيدًا عن الحلبة، يعود فيرستابن وهو يبدو مرتاحًا وينضح بالهدوء. فهو يتجنب عن قصد فرض ضغوط غير ضرورية على نفسه. "أشعر بالاسترخاء"، يقول بثقة، مجسدًا صورة البطل الذي يدرك أن التوازن والعناية بالنفس لا يقلان أهمية عن السباق المقبل.
04
الاستعداد للمجد: فيرستابن يرحب بزميله الجديد في فريق ريد بُل ريسينغ
يقول فيرستابن: "أتطلع هذا العام إلى رؤية مدى قدرتنا على المنافسة، فبمجرد أن تتكون لديك فكرة عن مستوى التنافسية، يمكنك حينها البدء في تحديد الأهداف."
التغيير الأكبر هو على الجانب الآخر من المرآب، حيث ينضم إلى فيرستابن السائق الشاب ليام لوسون البالغ من العمر 23 عاماً. ويُعتبر النيوزيلندي سادس زميل له في الفريق، وهو يسير على خطى كارلوس ساينز ودانييل ريكارديو وبيار غاسلي وأليكس ألبون وسيرخيو بيريز. والهدف هو أن يتمكن لوسون وفيرستابن من تسجيل نقاط كافية لإعادة لقب الصانعين إلى ميلتون كينز.
يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريفة الارتباط اللازمة تقنياً. يمكن لموقع الويب هذا بموافقتك أن يستخدم ملفات عريف ارتباط إضافية (بما في ذلك ملفات تعريف ارتباط طرف خارجي) أو تقنيات مشابهة لتشغيل موقعنا؛ وهذا لأغراض تسويقية ولتحسين تجربتك عبر الإنترنت. يمكنك التراجع عن الموافقة من خلال إعدادات ملف تعريف الارتباط في ذيل صفحات موقع الويب في أي وقت. يمكن العثور على معلومات إضافية في سياسة الخصوصية وفي إعدادات ملفات تعريف الارتباط مباشرةً أدناه.
مركز تفضيلات الخصوصية
عند زيارتك موقعنا الإلكتروني، قد نحتفظ بمعلومات بمتصفحك، أو نستعيد معلومات من متصفحك. نفعل ذلك لتجميع معلومات عنك، وعن تفضيلاتك، وعن جهازك. تُستخدم هذه المعلومات لأغراض تسويقية؛ لرفع كفاءة عمل الموقع الإلكتروني، ولتوفير تجربة تصفح مخصصة أكثر لك. لن نستخدم ملفات تعريف ارتباط اختيارية مالم تُمكنها. اضغط على عناوين الفئات المختلفة؛ للاطلاع على المزيد من إعدادات ملفات تعريف الارتباط الافتراضية الخاصة بنا، وتغييرها. يُرجى العلم أن حظر بعض أنواع ملفات تعريف الارتباط قد يؤثر على جودة تجربتك للموقع وللخدمات التي يمكننا تقديمها لك.
إدارة تفضيلات ملفات تعريف الارتباط
ملفات تعريف الارتباط الضرورية للغاية
نشط دائمًا
تُعدّ ملفات تعريف الارتباط هذه ضروريةً لكي يعمل موقع الويب ولا يمكن إيقاف تشغيلها في أنظمتنا. ويتم تعيينها عادةً فقط استجابةً للإجراءات التي تتخذها والتي ترقى إلى مستوى طلب الخدمات مثل تعيين تفضيلات الخصوصية أو تسجيل الدخول أو ملء النماذج. يمكنك تعيين متصفحك لحظر ملفات تعريف الارتباط هذه أو تنبيهك بشأنها، لكن بعض أجزاء الموقع قد لا تعمل بعد ذلك.
ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالأداء
تسمح لنا ملفات تعريف الارتباط هذه باحتساب مصادر الزيارات وحركة المرور حتى نتمكن من قياس أداء موقعنا وتحسينه. وتساعدنا أيضًا في معرفة الصفحات الأكثر شعبية والأقل شعبية والاطلاع على طريقة تنقل الزوار على الموقع. ويتم دمج كل المعلومات التي تجمعها ملفات تعريف الارتباط هذه وبالتالي تصبح مجهولة. إذا لم تسمح بملفات تعريف الارتباط هذه، فلن نعرف متى قمت بزيارة موقعنا.
ملفات تعريف الارتباط المستخدمة لمحتوى الطرف الثالث:
قد تضع الأطراف الثالثة المنوطة بتوفير محتوى الطرف الثالث ملفات تعريف الارتباط وتُدمجها في موقعنا الإلكتروني. وقد تستخدم تلك الشركات هذه الملفات لتحميل المحتوى المذكور أو عرضه، أو تمكينك من استخدامه بطرقٍ أخرى. ونظرًا لاضطلاع شركات مستقلة بتوفير محتوى الطرف الثالث على مسؤوليتها الخاصة، فقد تستخدم تلك الشركات أيضًا ملفات تعريف الارتباط هذه لأغراض أخرى تخصها، مثل التسويق. لذا يُرجى الرجوع إلى سياسات الخصوصية المتبعة في تلك الشركات للاطلاع على هذه المعلومات. مع العلم بأنه إذا لم تسمح بتفعيل ملفات تعريف الارتباط المعنية، فلن تتمكن من استخدام محتوى الطرف الثالث المُدمج على موقعنا الإلكتروني، مثل مقاطع الفيديو أو الموسيقى أو الخرائط.